- إنضم
- 12 يونيو 2025
- المشاركات
- 297
- الموضوع الكاتب
- #1
بين همس المطر ونبض القلب: قصة حب لا تموت
في زقاقٍ ضيقٍ من أزقة دمشق القديمة، كانت ليلى تمشي بخطى خفيفة، تحمل مظلتها الحمراء الصغيرة، فيما تتساقط قطرات المطر بخفة فوق أزقة الحجر العتيق. كان الجو بارداً، لكن قلبها أكثر دفئًا من أي وقت مضى، فقد اعتادت أن تمر من هنا كل مساء، تنتظر لقاءه.
عادل، شاب في أواخر العشرينات، كان يعمل خطاطًا في دكان صغير يطلّ على الزقاق ذاته. لم يكن بينهما كلام كثير، لكن العيون قد قالت كل شيء. النظرات التي تبادلاها لأشهر كانت تكفي لتُشعل مدنًا من الشوق.
في إحدى الأمسيات، تجرأ عادل وكتب بخطٍ عربيٍ أنيقٍ على ورقةٍ صغيرة:
“إن كنتِ تشعرين بما أشعر، فلا تمرِّي بصمتٍ غدًا.”
رآها من نافذته وهي تلتقط الورقة، ثم نظرت إليه وابتسمت. في اليوم التالي، لم تمشِ بصمت. وقفت أمام الدكان، رفعت المظلة، وقالت بصوت خافت:
"أشعر، وأكثر."
ومنذ ذلك اليوم، أصبح المطر موعدًا، والممر القديم مسرحًا لقصة حبٍ تنمو بلا كلمات كثيرة، بل بنظرات، وهمسات، ومشاعر نقية لا يشوبها سوى خجل البداية.
مرت شهور، وتشابكت الأرواح أكثر. كانت ليلى تأتي كل يوم، تجلس أمامه بينما يخط الحروف، وكأنها تقرأ قلبه قبل أن يُنهي الكلمة.
لكن الحياة لا تمنح السعادة دائمًا دون اختبار.
في أحد الأيام، تغيّبت ليلى. يومٌ، ثم يومان... فأسبوع.
كان عادل يتساءل بصمت: "أين أنتِ؟"
حتى جاءه * صغير يحمل ظرفًا أبيض مكتوب عليه بخط أنيق:
“عادل، إن غبتُ، فلأن الحياة قررت أن تمتحن ما بيننا. ثق بي… سأعود، فالحب الذي في قلبي لا يذوب بالمطر، بل ينمو به.”
عاش عادل على أمل العودة.
مرت شهورٌ أخرى، والمكان نفسه، والمطر نفسه…
وفي مساءٍ شتوي، رأى ظلًا أنثويًا يقترب بخطى مألوفة.
لم يحتج لسؤال، ولا لتفسير.
فحين التقيا، فهمت العيون كل شيء،
وعاد كل شيء كما كان…
بل أقوى، أنقى، وأصدق.
💌 هذه القصة إهداء لكل من آمن أن الحب الحقيقي لا يموت، بل يختبئ في الزمان والمكان المناسبين ليعود أجمل.
#قصة_حب #رومانسية_عربية #قصة_طويلة #نبض_القلب #همس_المطر